م. علي سعده يكتب: ضروره عودة الوعي

م. علي سعده
م. علي سعده

تقاس قوه الامم بمدي وعي شبابها وادراكه لحجم مشكلات وطنه  اعتبارا من بلوغه سن الثامنه عشر وقدراته علي تحملها في هذه السن المبكره بل ووضع الحلول الجذريه لها .. الاحداث تطحن الاجيال وتزيد من خبراتهم .. لو تحدثت عن جيلي عندما كان في سن الثامنه عشره صدم بنكسه ٦٧ وعاني الامرين من التهجير وحرب الاستنزاف والنقص الشديد في المواد الغذائيه وعاش معذبا بين طوابير العيش وطوابير الفراخ وزحام الاوتوبيسات ( علب السردين المتنقله ) وكوبونات البيجامات الكستور من عمر افندي وانهيار البنيه التحتيه من صرف صحي ومياه شرب وطرق وخطوط التليفونات .

جيل ال ١٨ الحالي لم يتجاوز سنه ٦ سنوات في احداث يناير ٢٠١١ وثمانيه سنوات في ايام ثوره ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وبالتالي لم يعي او يعاني ماطرأ علي البلاد من احتلال اخواني لمده عام كامل قضي فيه علي الاخضر واليابس وكاد يعود بالبلاد الي غياهب عصور الجاهليه والتخلف لولا يقظه فئه ليست قليله هبت لنجده الوطن واطاحت بالاحتلال الاخواني الي غير رجعه .

هذا الجيل لم يعاني ماعانته الاجيال التي سبقته ولم يحارب ثلاثه حروب مدمره اعوام ٤٨ و ٦٧ و ٧٣ وبالتالي لايدرك ويلات الحروب وما تفعله في الشعوب لذلك تجده لا يجد القوه اللازمه للتصدي للازمات الاقتصاديه ويتأفف من غلاء المعيشه وهبوط قيمه العمله بل ويسعي للهجره والهروب من مواجهه ازمات وطنه .

هنا يأتي دور الاجيال السابقه لرفع مستوي الوعي المجتمعي وبث روح الامل والتفاؤل وقبل كل ذلك روح حب الوطن والعمل علي زياده الانتاج في كل صوره للنهوض بمستوي المعيشه والقضاء علي الازمات الاقتصاديه .

دور الاجيال القديمه هو الاهم لعوده الوعي ولا ننسي مجاعات اوروبا اثناء الحروب العالميه وصمود المانيا وفرنسا وانجلترا وتلقين الاجيال القديمه للاجيال الجديده فنون اعاده الوعي وقوه التحمل حتي صارت دولهم في مصاف الدول العظمي .